قصيدة طفل الحجارة للشاعر الإسلامي الكبير عبد الرحمن العشماوي.
وقفت حين رأيت طفلا شامخا
قاماتنا من حوله تتقزم
طفل صغير غير أن شموخه
أوحى إلي بأنه لا يهرم
طفل صغير والمدافع حوله
مبهورة والغاصبون تبرموا
في كفه حجر وتحت حذائه
حجر ووجه عدوه متورم
من أنت ياهذا ؟ ودحرج نظرة
نحوي لها معنى وراح يتمتم
أنا من ربوع القدس طفل فارس
أنا مؤمن بمبادئ أنا مسلم
سكت الرصاص فيا حجارتي حدثي
أن العقيدة قوة لا تهزم .
ويقول في قصيدته "دمع ودم ":
أم تنام بطفلها
وتقوم تبحث عنه بين التائهين
وتدلها –بعد العناء –عليه أصداء الأنين
أماه هذا المعتدي وحش
وليس له خلاق
فقفي على جبل الصمود أمام جائحة الفراق
وثقي بأن الحق منتصر وأن الله باق
دمع ودم
أواه من قومي يلوكون الجراح ويسكتون
أواه من قومي يعون ولا يعون
ما عاد وجه القدس يحمل غير خريطة الألم
يرمي إلينا نظرة مزجت مدامعها بدم
وفي قصيدته "نقش على حائط الجراح "يقول:
قد أسال أطفالا ضمائرهم
تأبى الخداع وتأبى اليأس والعطبا
خاضت سفينتهم بحر الجراح ولم
تحفل بموج ولم تستأذن الرقبا
وأيقنوا بجلال الله فانطلقوا
لا يبتغون إلى غير الهدي سببا
تأملوا في روابيهم فما وجدوا
إلا الحصى أصبحت من حولهم لهبا
وكبروا فإذا الآفاق تمنحهم
آذانها وترى من أمرهم عجبا
خاضوا معاركهم والهاربون على
أرائك الصمت يستفتون من ذهبا
قد جئت أسال أطفال الإباء
رموا عدوهم وأحالوا صمته صخبا
هذي انتفاضتهم شبت مواقدها
فكيف نمنع عنها الزيت والحطبا